0
  • الناشر: دار الكتاب الحديث
  • عدد صفحات الكتاب: 174
  • عدد زيارات الكتاب: 19258
  • عدد تحميل الكتاب: 4918
  • عدد القراءة: 4873

في هذا الكتاب يبحث المؤلف عن الأساليب الشرعية لتربية الأولاد، باعتبار أن الفقه ـ كما هو في أصل مصطلحه، وكما هو في واقع السلف الأول ـ لا يحد في إعطاء الحكم على المشكلات الحادثة، بل إنه في صميم هدفه وغايته يبحث عن البدائل العملية التي تحقق المقاصد الشرعية، فلا يكفي الفقيه ـ في أصل وظيفته ـ أن يحكم بأن تربية الأولاد التربية الصالحة واجبة، بل عليه أن يسعى ليبين كيفيتها المثلى، وأبعادها الرفيعة، لينتقل قوله من قوقعة الإجمال إلى فضاء التفصيل، ومن الغموض الذي قد يؤول التأويلات المختلفة إلى الضوابط التي تقي من كل التفسيرات، فلا تنحرف بها التحريفات، ولا تتدخل فيها الأهواء.

وقد دعا المؤلف إلى البحث في هذا الباب هو اعتقاده أن التربية الشرعية لا تعنى بالهدف بقدر ما تعنى بالوسيلة، لأن الوسيلة الصالحة لا بد أن تحقق الهدف العالي، ولذلك كان من حق الولد أن يربى بالطرق الشرعية الصحيحة التي تحفظ عليه شخصيته السوية، فلا تحرفها لأي غرض.

فمن انتهج في تربية أولاده أو تلاميذه ـ مثلا ـ أسلوب العنف والشدة، فإنه، وإن كان هدفه نبيلا إلا أن خطأ الوسيلة، وعدم تقيدها بالضوابط الشرعية قد يجعل من عمله عبثا، بل قد يحول من يحاول تربيتهم إلى مجموعة متمردين، لا على شخصه فحسب، بل على ما يمثله من أهداف سامية رفيعة.

وقد رأى المؤلف أن هذه الأساليب لا تعدو الأساليب الأربعة التالية:

الموعظة: وهي تمثل كل أساليب التأثير النفسي والعاطفي التي يستعملها المربي مع من يقوم بتربيته.

القدوة: وهي تمثل ناحية مهمة في التربية، لأن المتلقي لا يكتفي بالسماع، بل يقارن ما يسمعه بما يراه، فلذلك يكون تقليده الأعمال والسلوكات في أكثر الأحيان أكثر من استماعه للمؤثرات.

الحوار: وهو يمثل كل أساليب الخطاب العقلي الذي لا يقتصر فيه المربي على الإلقاء والتوجيه، بل يستمع للطرف الآخر، ليتعرف من خلال حديثه عن الطريقة التي يعالجه بها ويوجهه.

الجزاء: وهو يمثل كل الأساليب التي تخاطب ما في النفس من رغبة ورهبة وغيرها مما قد يؤثر في سلوكها بعد ذلك.

وقد خص كل أسلوب من هذه الأساليب بفصل من الفصول.

إرسال تعليق

 
Top